أعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، أن "هناك حدثيْن يتعاظمان الأول هو العدوان الصهيوني على المدنيين في غزة والحدث الثاني هو التصدي البطولي والعظيم للمقاومة الفلسطينية ضد قوات العدو".
وخلال كلمة له في مناسبة يوم "الشهيد"، أكّد نصرالله أن "الموقف العام في لبنان المتضامن مع غزة والمؤيّد والمتفهّم هو مساعد وقوي ويجعل الجبهة قوية وفاعلة، والميدان هو الذي تكلم ويفعل ونأتي لنشرح فعل الميدان، ونحن في معركة الصبر والصمود وجمع الانجازات والنقاط والوقت".
وشدد على أن "جبهة جنوب لبنان ستبقى جبهة ضاغطة، وأبلغنا العدو الإسرائيلي من خلال بيان رسمي أننا لن نسمح بالمسّ بالمدنيين".
واضاف "غزة تتعرض لعدوان مؤلم وجرائم عظيمة لم تتوقف منذ 7 تشرين الأول والغريب أن ضمن جرائم العدوان الاعتداء العلني على المستشفيات من قبل العدو بحجج واهية".
وأشار إلى أن "ما يجري كبير وخطير واستثنائي في منطقتنا وفي العالم، هذا العدوان والوحشـي لا حرمة لشيء فيه والغريب في جرائم هذا العدوان هو الاعتداء الفاضح المتبنى رسميا على المستشفيات وهذه الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى والمهـجرين من بيوتهم تحت عين العالم وهذا لم يتوقف ولم يهدأة ولم يتراجع"، مؤكدًا أن "هذا الحدث المؤلم يعبر عن روح الانتقام الاسرائيلي المتوحش الذي لا ضابط له وعن حقيقة وطبيعة هذا الكيان".
ورأى نصر الله أن "أحد الاهـداف الاساسية التي يريدها العـدو من هذا العدوان هو الاخضاع وإسقـاط إرادة المطـالبة بالحقوق المشروعة والتيئيس من خيار الصـمود والمقـاومة والدفع إلى ثقافة الاستـسلام والقول إنَّ كلفة المقـاومة والمطالبة بالحق غالية جداً، وهدفة أن يقول للفلسـطينيين من خلال جـرائمه في غزة انسوا أرضكم ومقدساتكم، ويقول انظروا يا أهل لبنان ما يجري في غزة لأنها قاومت وتمردت".
وإعتبر أن "هنا العدو يخطئ من جديد في حساباته لأن جرائمه في فلسطين منذ 1948 لم توقف العمل المقاوم بل تعاظم وصولًا إلى ما أنجزه المقاومون في كتائب القسام في 7 تشرين الأول، وأيضًا المقاومة في لبنان منذ الـ82 حتى اليوم رغم المجازر لم يتركها الناس".
ولفت إلى أن "هناك وسائل اعلام عربية وكتاب عرب يساعدون بشكل متعمد أو غير متعمد على تحقيق هذا الهدف الاسرائيلي الذي قلت لن يتحقق نتيجة والوعي والبصيرة والفهم، والذي يجب أن يعلم العدو أن من أشـلاء الشهداء في غزة والضفة وفي لبنان ومن أشـلاء البنات والاطفال والجدات الكبيرات ستنطلق أجيال وأجيال للمقـاومة أشد ايمانا وأقوى عزمًا وتصميماً على مقـاومة هذا المحتل وازالته من هذا الوجـود وهو الذي يجب أن ييأس، لأن شعوبنا لن تيأس لأن خيارها الوحيد هو المقاومة وليس الاستسلام والخضوع وإن غلت وتعالت التضحيات كما يحصل في غزة وفي الضفة أيضًا".
وأضاف "اليوم حتى أولئك الذين كانوا يقولون في الأيام الاولى لا يجوز وقف اطلاق النــار اليوم كلهم انضموا الى الاصـوات الداعية إلى وقف اطـلاق النار، لم يعد هناك أحد في العالم يدعم استمرار هذا العدوان في القتل الا الادارة الأميركية ومعها الملحق التابع الانجليزي، والـصمت الغريب في العالم اليوم هو الصوت الأميركي".
وأردف: "الذي يستطيع أن يوقف هذا العدوان هي من يريده وهي أميركا في الكيان اليوم مجموعة من الحمقى والمجانين الغاضبين والذي يدير هذا المعركة ويخوضها هي الادارة الأميركية وكل التنديد والاستنكار والضغط يجب أن يتوجه الى الأميركيين".
وتابع "إذا كانت شعوبنا ترفض التطبيع بمعزل عن إرادة بعض الحكام قبل المجازر في غزة فهم بعد هذه الوحشية سيكون رفضهم للتطبيع مع العدو سيكون أصلب وأقسى، مشيرًا إلى أن "العدوان على غزة سبّب تبدل الرأي العام العالمي وكشف الزيف الاسرائيلي".
وقال: "هناك قمة تجمع 57 دولة عربية وإسلامية، والعالم والشعب الفلسطيني يتطلّع إلى هذه القمة ولا يطالبها بإرسال الجيوش وبما لا تقدر عليه، بل يطالبونها بالحد الأدنى بالوقوف وقفة رجل واحد وأن تطالب الأميركيين بوقف العدوان وتتوعّد بإجراءات جديّة"، سائلاً: "هل من المعقول أن 57 دولة عربية وإسلامية لا تستطيع فتح معبر رفح؟ القتال في غزة يجري في ظروف قاسية جدًا وواقع نفسي صعب، ورغم ذلك يُقاتل المجاهدون بقوة أقوى ألوية النخبة الاسرائيلية وهذا دليل عجز كيان العدو".
وشدد على أن "شجاعة وإبداع وإقدام المجاهدين في غزة، الحاسم اليوم بدرجة كبيرة في مسار الأمور والرهان الحقيقي على الميدان".